تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والدكتور هشام عزمي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة؛ أقيمت ندوة "الدراما الرمضانية"، والتي نظمتها لجنة الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية، ومقررها الدكتور أحمد درويش، بالتعاون مع لجنة السينما، ومقررها هشام عبدالخالق.
أدار الندوة:
الدكتور شريف الجيار، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة بني سويف.
الكاتب والسيناريست محمد السيد عيد.
الدكتورة فاطمة الصعيدي، أستاذ اللغويات بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعه حلوان.
الدكتورة مرفت أبو عوف، أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية والخبيرة الإعلامية في تشريعات واستراتيجيات الإعلام.
الكاتب الصحفي والناقد مصطفى عبدالله.
بدأ الدكتور شريف الجيار اللقاء بأن هذا اللقاء استثنائي ومهم، لأنه يمنح الفرصة لمعرفة الطريق الذي يمكن أن تسير عليه الدراما المصرية وما مستقبل تلك الدراما الرامزة لتنوع وتغير الدراما العربية بشكل عام، موضحاً أنه لا يمكن الحديث عن الدراما المصرية بمعناها المعاصر، دون الإشارة إلى التاريخ، قائلاً: لا يمكن أن نتكلم عن الدراما الرمضانية المصرية ونغفل "رأفت الهجان"، و"ليالي الحلمية"، و"أرابيسك"، و"الراية البيضا"، وغيرها، كما لا يمكن أن ننسى "وقال البحر"، و"ضمير أبلة حكمت"، و"عصفور النار"، و"ما زال النيل يجري"، ولا يمكن أن ننسى الأبنودي وعلي الحجار ومحمد الحلو، ولا أسامة أنور عكاشة ومحمد صفاء عامر ومحمد جلال عبدالقوي، وغيرهم من الأسماء المهمة في تاريخ الدراما المصرية.
وألقى الكاتب محمد السيد عيد نظرة على تاريخ التلفزيون المصري، والذي بدأ بقناتين اثنتين تبثان لعدد ساعات محدود، في مقابل ذلك العدد الهائل من القنوات الفضائية، وذلك البث المستمر، ما يفسر لم بدأت الدراما التلفزيونية بمسلسلات عدد حلقاتها (13) حلقة فقط، ووصلت الآن إلى أكثر من (30) حلقة.
مشيراً إلى أننا إضافة إلى الزيادة العددية نلاحظ هذا العام أن هناك تنوعاً كبيراً بين مجالات الدراما التلفزيونية، ومنها التاريخي والكوميدي والأكشن والديني والاجتماعي، وباقة شديدة التننوع من المسلسلات، ومشيداً بذلك الجيل الجديد الصاعد بقوة من النجوم الشبان.
ضارباً المثل بمسلسل "أعلى نسبة مشاهدة"، الذي يعد معظم أبطاله من الشباب الجدد، حتى المخرجة والكاتبة، ما يبشر بأن مستقبل الدراما في مصر بخير.
وأوضح عيد أن ما تتميز به الدراما هذا العام أن هناك إنتاجاً ضخماً لم يحدث من قبل في الدراما، والمثال على ذلك مسلسل "الحشاشين".
كما أشار إلى عودة المسلسلات التي تكتفي ب(15) حلقة كظاهرة صحية في الدراما هذا العام، في مقابل المسلسلات التي تعد نتاج "ورش عمل"، فلم يعد هناك مؤلف فرد في الساحة، ولكن صار هناك عدد كبير من المؤلفين يقومون بعمل ورش سيناريو تكون نتيجتها مسلسلاً جديداً.
وتحدث عيد عن المسلسلات التي يكتب على التتر فيها أنها مأخوذة عن رواية، متسائلاً: إلى أي مدى من حق المسلسل المأخوذ عن رواية ينبغي أن يلتزم أو يحيد عن النص الأدبي الذي أخذ عنه؟ ممثلاً بمسلسل "عتبات البهجة"، والذي يرى أنه ابتعد عن الرواية التي أخذ عنها خطوات كبيرة، حتى صارا لا يلتقيان سوى في العنوان.
وأشار عيد إلى القضايا التي تناقشها دراما رمضان هذا العام، وكيف يجد بعض علامات الاستفهام حول الرسائل التي تقدمها بعض المسلسلات، مثل جعل المشاهد يتعاطف مع نموذج اللص في أحد المسلسلات، وما ينتج عن ذلك من تأصيل لبعض القيم المغلوطة في نفوس النشء والأجيال الجديدة.
وتحدثت الدكتورة مرفت أبو عوف عن قضايا أخرى في الدراما الرمضانية لهذا العام، ومنها الشباب، والأسرة، والمرأة، وتلك الإيجابية في التنوع الدرامي هذا العام، مشيدة كذلك بالأبطال الجدد، وبالتقنيات المتطورة، وإلى أي مدى وصلت درجة الإتقان لدى الممثلين، لا سيما شباب الأبطال. لا سيما النجمة الواعدة سلمى أبو ضيف التي لا تمثل الشخصية، بل تعيشها.
وأشارت أبو عوف إلى ان هذا العدد الهائل من المسلسلات لا يجعلنا نتمكن من متابعتها جميعاً. وقد اختارت عددا منها لتتابعه، مثل مسلسل "كامل العدد"، ومسلسل "مسار إجباري".
وعبرت أبو عوف عن سعادتها بالقوى الناعمة ورسالتها القوية في الدراما التلفزيونية.
وتحدثت الدكتورة فاطمة الصعيدي عن ذلك الدور الرائد للإذاعة المصرية، ساردة بعض تاريخ الدراما الإذاعية، مثل مسلسل "الف ليلة وليلة" الذي الفه طاهر أبو فاشا واستمر يذاع (٢٦) عاماً عبر أثير البرنامج العام، وأشارت كذلك إلى عدد من الأعمال الدرامية الإذاعية مثل مسلسل " أحسن القصص"، وهو مستوحى من القصص الديني في القرآن وكان يعده محمد علي ماهر ويخرجه يوسف خطاب، كما اشارت إلى "المسحراتي" الذي كان يقدمه الفنان سيد مكاوي ويكتبه الشاعر فؤاد حداد.
فللدراما قدرة على تغيير لغة الحياة، وعلى الارتقاء بالرسالة الموجهة إلى الجماهير.
وتساءل الكاتب مصطفى عبد الله: هل هناك خارج مصر من يهتمون بمشاهدة الدراما المصرية؟ مجيباً أن كثيرين في كل مكان في العالم، لا سيما في بلاد المهجر، ينتظرون الدراما الرمضانية بشغف واهتمام، حتى إنه يتلقى منهم آراءهم وتقاريرهم وتعليقاتهم حول ما شاهدونه يوماً بيوم، لافتاً إلى دور المشاهدين المهم في تقييم الأعمال الدرامية، وليس فقط النقاد.