كل الاخبار الاخبار

الجلسة الأولى لتكريم المفكر مراد وهبة بالمجلس الأعلى للثقافة

الجلسة الأولى لتكريم المفكر مراد وهبة بالمجلس الأعلى للثقافة

الدكتور محمود زقزوق: مراد وهبه قدم حياته للعلم والفلسفة ويكفيه فخرًا أن يحقق التنوير فى عالمنا العربى.
الدكتورة آمنة نصير : أفتخر بهذا اليوم لتكريم أستاذى الدكتور مراد وهبه فكم هو جميل التكريم ونحن أحياء.

تحت رعاية الكاتب الصحفى حلمى النمنم شهد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور حاتم ربيع، احتفالية تكريم المفكر مراد وهبة الأحد ١٥ أكتوبر ٢٠١٧،بمشاركة مجموعة من الأساتذة والمفكرين، وقد بدأت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور محمود زقزوق، قائلا : "أعتز بمراد وهبة لأنه فيلسوف عظيم، وإن كنت أختلف معه فى بعض الآراء ولكنه يتميز بسعة الصدر"، مؤكدا أنه رجلا عظيم يقدر كل مايراه ويستحق التقدير، كما أشار إلى قضية مراد وهبة التى يدافع دوما عنها، وهى قضية التنوير، ونحن معه لأن التنوير مطلوبا بشدة لمجتمعاتنا .

وتابع مضيفا اعتزازه بابن رشد، حيث أنه ظلم مرتين فى حياته، الأولى حينما تآمرت عليه قوى الجهل والظلام وأحرقت جميع مؤلفاته، والأخرى حينما ظُلم فى أوروبا، وبإسم الرشدية اللاتينية حولت كلامه وصورت أنه ملحد ويهاجم الأديان؛ برغم أن ذلك لم يصدر من ابن رشد فزيفت بعض آرائه فى أوروبا وخاصة فيما يتصل بالدين والفلسفة.

ومن جانبها تحدثت الدكتورة آمنة نصير عضو مجلس النواب، وقالت ما أشبه اليوم بالبارحة؛ حيث أن ابن رشد من الشخصيات الحبيبة إليها، مشيرة إلى كل ماعاناه ابن رشد من الظلم والاضطهاد الذى تعرض له، ومؤلفاته التى أُحرقت بعد أن أفنى بها عمره فى كتابتها، وذلك هو نصيب كل من يقف أمام الهرطقات، كما أشارت أيضًا إلى تعامل النص بالشكل الظاهرى، دون التأويل وإعمال العقل وتنويره، مؤكدة على أهمية تعلم كيفية توازن العلم والعقيدة، فكان لابن رشد بصمة فى تطبيق قانون الخُلع، عندما تحدث عن الديمقراطية وقيمة الإنسانية فى هذه العقيدة .

وجاءت كلمة الدكتور أسامة الأزهرى التى أوضح خلالها أن هذا التكريم جاء متأخرًا ربما لعدة عقود، متحدثًا عن المحاور فى عدة برقيات منها: (الفيلسوف الكبير مراد وهبة وابن رشد، الفيلسوف الكبير مراد وهبة ومقاومة الإرهاب، الفيلسوف الكبير مراد وهبة والأزهر الشريف) كما أشار إلى ابن رشد أطروحة فلسفية جديدة للحضارات وللثقافات، وكان هناك اتجاهه رافضًا متمردًا ومتبنى لأطروحة ابن رشد، وقال أن مراد وهبه انحاز للفيلسوف الكبير ابن رشد، وكان له بعد فلسفى وفكرى تجاه الإرهاب.

موضحًا أنه اتفق مع الدكتور المفكر مراد وهبه، على تدشين صالون ثقافى فلسفى، نظرًا لانحسار علم الفلسفة للنخبة والمختصين به، وبعده عن الشارع، مؤكدًا على أنه سيكون الراعى والمتبنى لهذا الصالون الذى سيبصر النور قريبا، وشدد الأزهرى على أن جُل ما يجمع مراد وهبه مع المؤسسة الأزهرية، هو مقاومتهم المشتركة ضد الإرهاب، ودعوتهم للحياة، وهو ما نص عليه القرآن الكريم، وسائر الكتب السماوية المختلفة.

ثم جاءت كلمة الدكتور القس رفعت فكرى، الذى أوضح أن مراد وهبه رجل صاحب قضية وموقف، فللوهلة الأولى عند قراءة مقالاته تشعر أنه شخص لايمكن أن يتخلى عن قضيته، خاصة وأن الإنسان يتعرض للتلون مع تغير الأزمنة والمجتمع، إلا أن مراد وهبه لم يتلون على قضيته وظل ثابتًا عليها ومدافعا عنها.

وأكد فكرى أن وجوده كقبطى بجوار الشيخ أسامة الأزهرى، على منصة واحدة فى حفل تكريم واحدًا من رموز التنوير، ما يثبت أن العلمانية ليست كفرًا وليست ضد الدين، ولا تريد هدمه، مؤكدًا أن العالم العربى يحتاج إلى قراءة الثورة الدينية والإصلاح في أوروبا، وأضاف فكرى أن الفلسفة الإسلامية كان لها تأثيرًا مباشرًا فى الإصلاح الدينى الغربى، بسبب الفلاسفة المسلمين مثل ابن رشد، مؤكدًا أن العرب الذين صدروا ركائز الإصلاح الدينى والفكر التنويرى يتشبثون الآن بعكس ما صدروه فى السابق، واختتم حديثه موضحًا أننا كعرب نحتاج لعمل تأويل للنصوص الدينية يتفق مع العلم وإعمال العقل، وان لم نفعل ذلك سنبقى فى ذيل التاريخ.

جاء هذا خلال احتفالية تكريم المفكر مراد وهبه فى المجلس الأعلى للثقافة، بحضور عدد من المفكرين والمثقفين فى مصر.