علي بن مخلوف : الفلاسفة العرب لهم مكانة عظيمة وراسخة في تاريخ الفلسفة الأوربية والعالمية
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، أقيم بالمجلس الأعلي للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع، أمس الأربعاء 31 يناير 2018، مائدة مستديرة بعنوان "المشهد الفلسفي في فرنسا اليوم " مع الفيلسوف الفرنسي علي بن مخلوف، نظمته لجنة الفلسفة ومقررها الدكتور عزت قرني، بقاعة المجلس بمقره بساحة دار الأوبرا.
بحضور الدكتور حاتم ربيع، الذي بدأ المائدة بالترحيب بضيف مصر وضيف المجلس كما وصفه، وعن الفلاسفة العرب وعلاقتهم بالغرب، قال إن هذا حديث ممتد وطويل كتب عنه الكثير كذلك الفلاسفة الأغريق كتب عنهم الدكتور عزت قرني كتابات جادة شيقة، وأن الفكر لا وطن له وهذا ما يؤكده وجود قيمة كبيرة مثل الفيلسوف الفرنسي علي بن مخلوف الذي يعيش في فرنسا منذ ثلاثين عاما، ونسعد بوجوده اليوم معنا و بحديثه في تلك المائدة عن المشهد الفلسفي في فرنسا وكتابه ( لماذا نقرأ الفلاسفة)، الذي يعد إضافة كبيرة للمكتبة العربية .
وعن بدايته وعشقه للمنطق تحدث الفيلسوف علي بن مخلوف، وأوضح أنه بدأ قراءته بدراسة المنطق وتخصص في التوغل في فكر( فريجو) الفيلسوف الألماني الشهير والذي كما قال لم يكن معروف عنه الكثير في فرنسا لأن ما ترجم من أعماله توقف مع بداية الثمانينات من القرن الماضي، وأهم ما يميز (فريجو ) كما وصف مخلوف كان أنه أراد أن يثبت ويؤكد أن العلاقات المنطقية كلها موجودة في اللغات، لذا أهتم كثيرا بإن يمزج بين فلسفة المنطق وفلسفة اللغة.
وتابع مخلوف أن فريجو أهتم ايضا بفلسفة الرياضيات والتي لا يوجد لها إنتاج يليق بها وبأهميتها، وأنه ركز بشكل كبير علي الفلاسفة العرب بترجمته لنصوص ( ابن رشد ) إلي اللغة الفرنسية، كما حاول أن يتبين السبب في قلة الإهتمام بتاريخ المنطق عند الفارابي وابن سينا وغيرهم، لذا كما قال كتب كتابه ( لماذا نقرأ الفلاسفة ) لكي يصل فيه لحقيقة الأمر.
وعن رأي الفلاسفة الفرنسيين في الفلاسفة العرب، قال إن النظرة السائدة هناك كانت تري أنهم لم يضيفوا جديدا في مجال الفلسفة بشكل عام، وإنهم فقط نقلوا عن الفلاسفة في اليونان، وأن الجديد الذي قدموه كان في الميدان الديني والإسلامي فقط ، وأضاف مخلوف أن كتابه ( لماذا نقرأ الفلاسفة ) يؤكد من كافة الميادين والرؤي النقدية والتحليلية، أن الفلاسفة العرب جاءوا بالجديد والمتفرد في الفلسفة بكافة توجهاتها، ولهم مكانة عظيمة وراسخة في تاريخ الفلسفة الأوربية والعالمية.
وذكر مخلوف أن مرحلة التعليم ما قبل الجامعة في فرنسا وخاصة دارسي الفلسفة لم يكن فيها أي نصوص لفلاسفة عرب حتي بداية التسعينات، ثم بدأ دخول نصوص ( ابن رشد ) لأنهم كما وصفوه أوربي المنطق والفكر، واختتم مخلوف حديثه بوصف المشهد الفلسفي الآن في فرنسا والذي قال عنه أنه ممتلئ بالمغالطات والمشاكل والإرتباك ومع ذلك تتاح لكثير من الفلاسفة هناك مساحات إعلامية شاسعة رغم بعدهم عن الميدان الجامعي وعدم تقديمهم لأي جديد للنصوص الفلسفية، كذلك لم يحترموا أراء من سابقوهم من الفلاسفة.