وزيرة الثقافة: المجلس الأعلى للثقافة يعمل على رفع القيمة المالية لجائزة نجيب محفوظ لتصبح 350 ألف جنيه مصرى
وزيرة الثقافة: أحيى كل المبدعين الحاليين والسابقين الذين بذلوا أقصى جهد، وأفنوا حياتهم من أجل الإبداع الفنى والأدبى والعلمى، هؤلاء هم مصدر قوتنا الناعمة
أُقيمت صباح اليوم الخميس الموافق ٢٠ ديسمبر ٢٠١٨،احتفالية المجلس الأعلى للثقافة لتوزيع الجوائز الذدولة لعام 2018، بحضور رئيسة المجلس الأعلى للثقافة وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، والدكتور سعيد المصرى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ولفيف كبير من الأدباء والمثقفين والفنانين والإعلاميين من مصر والعالم العربى، وقدمت الحفل الإعلامية جاسمين طه.
حيث جاءت كلمة أمين عام المجلس الأعلى للثقافة فى هذا الحفل احتفاءً بالفائزين بجوائز الدولة هذا العام، والتى بدأها بالترحيب بالحضور كما عبر عن سعادته بتلك الأحتفالية التى يكرم فيها المبدعين وتهنئتهم والأحتفال معهم بحصولهم على جوائز الدولة هذا العام قائلًا: "إنها لحظة اعتزاز وفخر بما لدينا من مبدعين وفنانين وعلماء أجلاء يمثلون صناعا للحضارة والتقدم والرقى الإنسانى. هؤلاء هم عناصر قوتنا الناعمة وأدواتنا الفاعلة لبلوغ التقدم الحضارى بأضلاعه الثلاثة : العلم والفن والأدب ، وكما يقول عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين فى الكلمة التى ألقاها خلال حفل تكريمه بالحصول على جائزة الدولة التشجيعية عام 1958 : لا نعرف أمة تفوقت فى العلم إلا وقد تفوقت فى الوقت نفسه فى الفن والأدب. وهذا يقودنا إلى القول أيضا أن الأمم التى تكرم فنانيها وأدبائها وعلمائها تصنع لنفسها ريادتها وتعزز قوتها الناعمة والصلبة وتضع بصمتها وتكتب تاريخها ومجدها بأحرف من نور فى تراث الحضارة الإنسانية."
واضاف المصرى: "يأتى هذا الاحتفال لكى يرسى دعائم العمل فى تعزيز مسيرة المجلس الأعلى للثقافة للمضى قدما نحو الهدف المحورى الذى نشأ من أجله المجلس وهو رعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية. ولدينا من الامكانيات ما يعزز قدرتنا على بلوغ مستقبل أفضل. لدينا فى المجلس الأعلى للثقافة موارد ناعمة من أعظم المبدعين يصل عددهم الى اكثر من 700 مبدع فى كافة مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والانسانية. هؤلاء يمثلون أكبر وعاء فكرى فى مصر وأكبر رصيد من العقول تشرف به وتزهو أي أمة طامحة الى التقدم والحصارة."
وأكد أن تلك الطاقة الهائلة التى نملكها تعزز ثقتنا فى أنفسنا وقال: "إننا نسعى إلى العمل المشترك داخل المجلس الأعلى للثقافة لتطوير ومتابعة السياسات الثقافية بالتعاون والتنسيق الكامل مع شركائنا فى كافة القطاعات والهيئات الثقافية الأخرى داخل وزارة الثقافة وخارجها."
وأضاف: " إن هذا الدور الأصيل للمجلس الأعلى للثقافة يفرض علينا بذل أقصى جهد فى سبيل توظيف كل ما لدينا من طاقات فكرية وابداعية فى دعم رسالة الثقافة فى مصر، وتابع واذا كنا نواجه تحديات مؤسسية ومادية فإن ذلك لن يضعف من عزيمتنا عن تحقيق هذه الغاية النبيلة تحت قيادة معالى وزيرة الثقافة رئيس المجلس الأعلى للثقافة الفنانة الاستاذة الدكتورة ايناس عبدايم التى توفر لنا كل الدعم والمساندة المادية والمعنوية الكاملة لكى ينهض المجلس الأعلى للثقافة ويقوم بدوره على أكمل وجه.
واسمحو لى أن أنتهز هذه الفرصة كى أتقدم لسيادتها باسمى أيات الحب والتقدير والشكر العميق بالاصالة عن نفسى ونيابة عن أعضاء المجلس الأعلى للثقافة واعضاء الشعب واللجان والعاملين بالمجلس بخالص التحية وعميق الشكرعلى دعمها الكبير لنا.
وأختتم كلمته بتهنئة كل المبدعين بحصولهم على جوائز الدولة هذا العام متنميا لهم جميعا مزيدا من النجاح والتألق فى سماء الابداع."
عقب هذا تحدثت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم قائلة: "أعبر عن خالص التحية والتقدير والاعتزاز بحضور نخبة كبيرة من المثقفين والمبدعين، للاحتفال بالذين حصلوا على جوائز الدولة هذا العام، اليوم نحتفل معا فى سعادة غامرة بتسليم جوائز الدولة فى النيل والتقديرية والتفوق والتشجيعية فى مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، من أجل كل الذين وهبوا حياتهم للجمال والرقى الإنسانى والحضارى.
وأشارت الوزيرة إلى أن هذا الاحتفال يأتى اليوم بعد سنوات طوال من الغياب، من منطلق برنامج عمل واضح تعمل وزارة الثقافة بكافة هيئاتها وقطاعاتها المختلفة على تنفيذه فى إطار خطة الحكومة لبناء الانسان وتنفيذ رؤية مصر للتنمية المستدامة، استنادا إلى توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال السنوات الأربع القادمة بداية من العام الجارى 2018، وفى هذا الصدد تسعى وزارة الثقافة إلى العمل الدؤوب لاكتشاف ورعاية الموهوبين والنابغين والمبدعين من خلال التوسع فى منح الجوائز المحلية وتمكين المبدعين من الحصول على جوائز عالمية، ورعاية الإبداع الفنى والأدبى والثقافى بكافة صوره لبناء ثروة بشرية قادرة على صناعة التقدم الحضارى والإنسانى.
ثم تابعت: " أنتهز هذه الفرصة كى أشير إلى أننا نمضى قدما – داخل وزارة الثقافة كفريق عمل متكامل – نحو بذل أقصى جهد لرعاية الموهبة والإبداع ، وفى هذا الصدد نخطو نحو زيادة عدد الجوائز ورفع قيمتها المالية فى إطار التعاون والتنسيق الكامل مع شركائنا الأشقاء العرب فى منتدى الجوائز العربية الذى تأسس فى الرياض خلال هذا العام. ونأمل أن تكلل جهودنا بالنجاح فى زيادة عدد جوائز النيل للمبدعين العرب واستحداث جائزة أخرى للنيل تخصص للمبدعين الأفارقة ، وكذلك تقديم منح دراسية فى الفنون للشباب الأفريقى – فى إطار تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى."
وأوضحت وزيرة الثقافة أن المجلس الأعلى للثقافة الآن يعمل على تطوير جائزة نجيب محفوظ، ورفع قيمتها المالية لتصبح 350 ألف جنيه مصرى، واتخاذ مايلزم من اجراءات نحو وضع لائحة متسقة مع القوانين المنظمة لجوائز الدولة ومتوافقة مع المعايير الدولية فى الترشيح والتحكيم وتشكيل لجان الفحص، وأن تكون جائزة نجيب محفوظ ذات توجه عربى لدعم الإبداع الروائى العربى فى كل مكان. وأضافت "سوف نحتفل عند إعلان الفائزين بجائزة نجيب محفوظ فى مطلع عام 2019 بافتتاح متحف نجيب محفوظ ، وكذلك مقر أمانة الجائزة فى ثوبها الجديد داخل المجلس الأعلى للثقافة. ونعمل أيضا على تطوير نظام المنح المقدمة لرعاية الإبداع لكى يستهدف أكبر قطاع من المبدعين ويستوعب الطاقات الإبداعية الحقيقية وتمكين شباب المبدعين من الإنتاج الفنى والأدبى والعلمى الراقى".
واختتمت كلمتها قائلة: "السيدات والسادة الحضور هذا يوم الإبداع وسوف يستمر الاحتفال به كل عام تقديرا وعرفانا من مصر قيادة وشعبا للموهبة والنبوغ والإبداع فى كل مكان. وإذا كنا نحتفل اليوم بالذين حصلوا على جوائز الدولة لعام 2018 فإننا لن ننسى الذين فازوا بجوائز الدولة فى الأعوام السابقة على مدى ربع قرن مضى. هؤلاء هم ثروتنا الحقيقية التى نعتز بها ونفتخر، قدموا لمصر والعالم العربى وللثقافة الإنسانية الكثير من عطاء إبداعى يستحق منا الاحترام والتقدير. وسوف نعمل جاهدين على تكريمهم فى احتفال يخصص مرة كل شهر. واسمحوا لى أن أحى كل المبدعين الحاليين والسابقين الذين بذلوا أقصى جهد، وأفنوا حياتهم من أجل الإبداع الفنى والأدبى والعلمى، هؤلاء جميعا هم الأمل الذى نصبو إليه ونتكئ لبلوغ الغايات النبيلة، وهم أيضا مصدر قوتنا الناعمة وطاقتنا الفاعلة على السعادة فى الحياة الجميلة وبناء مجتمعات قادرة على بلوغ التقدم، من أجل هؤلاء وبهم نعمل دائما ونبذل أقصى ما فى وسعنا لتعزيز الريادة الثقافية لمصر على الصعيد الإقليمى - العربى والاأفريقى والدولى."