قيم الشباب بين الواقع والسوشيال ميديا بالأعلى للثقافة
الحالمون بالغد.. والعاملون له
المجلس الأعلى للثقافة
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، عقدت مساء يوم الإثنين الموافق 30 نوفمبر ندوة بعنوان "قيم الشباب بين الواقع والسوشيال ميديا" بمشاركة كلٍّ من: الدكتور حسام بدراوي الكاتب والمفكر السياسي، والدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع السياسي وعضو مجلس الشيوخ المصري، وأدارت الندوة الدكتورة منى الحديدي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان، وقد روعي تطبيق الإجراءات الاحترازية المقرَّرة بهدف الوقاية من فيروس كورونا.
بدأت الندوة بكلمة الدكتور حسام بدراوي قائلًا إنه في كتاب الدكتور طه حسين الشهير "مستقبل الثقافة في مصر" الذي كان يتحدث عن الأمية قد قال بحكمة إن محو الأمية لا يعني تعلم القراءة والكتابة، ولكنه محو أمية القراءة والكتابة والفهم، لأننا لو محونا أمية القراءة والكتابة دون فهم لأصبح من يقرأ ولا يفهم عرضة لأن يتحكم في من يفكر، فالمسألة ليست قراءة وكتابة ولكنها مسألة وعي وتتضمن عمقًا وفهمًا، وقدرة على الاختيار، واتخاذ القرار، والتمييز بين الخطأ والصواب، ويعد تحدي التعليم مسألة عابرة للحدود لأنه يقوم على أساس واحد، والتطور يسير فيه على نفس النهج، ولكن في آخر 10 سنوات حدث شيء لم يكن موجودًا من قبل، وجاءت جائحة كرونا (كوفيد 19) فأوضحت عمق الأزمة أكثر وأصبحت التكنولوجيا فردًا رئيسًا في الحياة فتغير دور التعليم تغييرًا شاملًا في وسائله وأيضًا في وسائل تحصيل المعرفة للطلاب، وتغير دور التعليم من مجرد نقل للمعرفة إلى آذان الطلاب إلى معيشة الطلاب في المدارس والجامعات، وتحولت القضية حتى أصبحت رقمية التعليم ليست مجرد منهج يتغير، وإنما هي نموذج للمعايشة داخل إطار مؤسسة التعليم في إطار رقمي وإنساني في نفس الوقت.
وتحدثت الدكتورة منى الحديدي حول التحديات التي تواجه الشباب قائلة إننا لو تعلمنا كيفية استخدام أدوات العصر لخلق الوجدان الذي يسمح بالتسامح وقبول التعددية وقبول الآخر واحترامه والسلام مع النفس ومع الآخرين، فحينها ستصبح لدينا الفرصة للقفز فوق تحديات بنيت عبر السنين، وإذا انتظرنا أن يأتي الحل بالدعاء والتمني فقط فإن المجتمع سينزف أكثر ويغرق في تناقضات فرضت علينا وعلى الأجيال التي سبقتنا، فلا بد من تضمين بعض القيم الإنسانية المهمة في برامج مؤسسات التعليم بهدف البناء الصحي لوجدان الأطفال والشباب.
وتحدث الدكتور أحمد زايد حول قضية تداخل بعض القيم بحكم التعريف أو النتائج أو الأركان، ويمكن تقسيمها إلى مجموعة من القيم الرئيسة، فمنها العطاء واحترام النفس وتقدير الذات وتقديس العمل والإيمان، وبازدياد مساحة العلم والعمل فإن كثيرًا مما كنا نظن أنه غيبيات قد أثبت العالم برهان وجوده، وأكد أيضًا أن أهم ما يمكن للشباب أن يتمسك به هو مفاتيح الثقة بالنفس، ونصح أجيال الشباب بالتميز، وقال إن كل إنسان لديه مميزات لا بد أن يفرزها وأن يزيدها، وأيضًا أكد أهمية الثبات وعدم المحاولة بتغيير أشخاصهم وشخصياتهم لإرضاء أي آخر، كما أنه لا بد من وضع أهداف يومية قصيرة وتحقيقها، ولكن مع مراعاة أن تكون هذه الأهداف معقولة وقابلة للتحقق على أرض الواقع، كما أكد أهمية الالتزام بتقسيم وإدارة الوقت اليوم للاستفادة منه على الشكل الأمثل، مشيرًا في آخر حديثه إلى أهمية فكر الشباب قائلًا: نحن نريد إبداعًا أكثر لدى الشباب في دمج الأفكار وإزالة الالتباسات، والقدرة على إدارة الذات ووضع الخطط واستراتيجيات العمل.