فى ندوة الصالون الثقافى العربى"الدولة الوطنية والدولة المدنية" بالمجلس الأعلى للثقافة
مثقفون: نحن سعداء الحظ بالعيش فى دولة يؤكد رئيسها أنها مدنية ديمقراطية حديثة
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، أقام المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع، ندوة الصالون الثقافى العربى بعنوان "الدولة الوطنية والدولة المدنية"، أمس الاثنين 21 يناير 2018، بحضور كوكبة من السفراء والمثقفين والمفكرين والأدباء ورجال الصحافة والإعلام، وذلك بقاعة المؤتمرات بمقر المجلس بساحة الأوبرا .
بدأ الدكتور عصام شرف بإلقاء محاضرة حول الدولة الوطنية والدولة المدنية بالإشارة إلى أن المسرح الفخم الذى لا يقدم فنا يفقد معناه، والقصر الثرى لو لم توجد به أسرة سعيدة فقد معناه، فالمبنى المادى لا يكفى أبدا أن يحمل معنى، وأضاف أن الدولة هى أرض وشعب وسلطة، وأن الهوية الوطنية هى السائدة، وإن كان هناك هويات أخرى دينية ورياضية وغيرها، لكن السائد هو الهوية الوطنية.
وأشار عصام شرف، إلى قول ابن رشد " التجارة بالأديان هى التجارة الرابحة فى المجتمعات التى ينتشر فيها الجهل"، وإذا أردت أن تتحكم فى جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف دينى.
كما أشار إلى قول غاندى " كلما قام شعب الهند بالاتحاد ضد الاستعمار الإنجليزى يقوم الإنجليز بذبح بقرة ورميها فى طريق الهندوس، بين الهندوس والمسلمين لكى ينشغلون بينهم بالصراع ويتركون الاستعمار، فما يحدث الآن فى بلاد المسلمين يشبه ما كان يحدث فى الهند والفرق بين المشهدين أن الانتحارى تطوع لكى يقوم بدور البقرة.
وأضاف "شرف"، أن المشروع التنويرى يبدأ من ثقافة الآخر، الهوية الوطنية، الدخل القوى، وضرب مثالا بجسم الإنسان، فلو كان احيط بالجراثيم وهو قوى فلن يتأثر بهذه الجراثيم، أما إذا كان جسد الإنسان ضعيفا فسوف يقع حتى لو كان بغرفة معقمة.
وتحدث الدكتور جابر عصفور، حول فكرة الوطن، ومتى بدأت فى مصر، وقال إن هذه الفكرة جاءت دائما فى مواجهة الاستعمار، تاريخيا فى مصر منذ الاستعمار التركى، وأنه يبدو أيضا أننا أخذنا فكرة الوطن من الغرب فى القرن 19، وأضاف أن أول مفكر مصرى استخدم كلمة وطن كان رفاعة الطهطاوى فى كتابه " تلخيص" .
وأكد عصفور، أن مفهوم الوطن يقوم على أساس المواطنة، وأن تقبل الدولة الجنسيات المتعددة وأن يكون كل منها متساوٍ فى الحقوق والواجبات، فالوطن هو الأرض التى تجتمع حولها الناس الذين تربطهم مصالح مشتركة لا ترتبط هذه المصالح بجنس أو دين أو عرق، وأضاف لم يحاول أن يكسر هذه الفكرة غير الإخوان فى السبعينيات، وأكد أننا سعداء الحظ بالعيش فى دولة يؤكد رئيسها أنها دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
وأشاد الدكتور مصطفى الفقى، بالمحاضرة التى قدمها عصام شرف، واصفا إياها بالمبهرة، كما أشاد بالمزج والتزاوج بين الدراسات النظرية والتطبيقية، وأكد على أهمية هذا التزاوج فى العصر الحديث، وقال إن ما سرده دكتور جابر يعد رائعا وأضيف عليه أن فكرة المواطنة تتعلق بفكرة المساواة، المساواة بين قاطنة بقعة أرض على اختلافهم غنى وفقير رجل وامرأة ...إلى آخره، وأكد أن الإسلام نفسه رسخ لقيمة الاختلاف واستشهد بالاية "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ".
وفى مداخلة من السفير أحمد التازى سفير المغرب بالقاهرة، أكد على أن هناك من الناس من يظن أن الانتماء يجب أن يكون للدولة القوية، بمعنى كلما شعر الإنسان بقوة الوطن يتعاظم عنده الشعور بالمواطنة، وكلما كان الوطن ضعيفا، يبحث عن التميز والقوة، ثم ضرب مثلا بمواطن مكسيكى هاجر إلى أمريكا، حينما تسأله عن وطنه يقول لك أنا أمريكى، لأنها الدولة الأقوى.
وأكد السفير حبيب الصدر سفير العراق بالقاهرة، فى مداخلته على أهمية التنوع والأهم هو كيفية إدارة هذا التنوع، وضرب مثلا بما واجهته العراق خلال ثلاث سنوات عجاف، اتّحدت بكل طوائفها فى وجه الإرهاب الشرس من الدواعش، وانتصروا.