فى الورشة التثقيفية لمنتدى ابن رشد بالمجلس الأعلى للثقافة
منى ابو سنة: التفكير بمنحى فلسفى يتيح للإنسان تحويل الحلم إلى واقع
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، استضاف المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع، الورشة التثقيفية لأعضاء منتدى "ابن رشد الثقافى"، حول أهمية التفكير من منظور فلسفى يوم الاثنين الموافق 5 فبراير 2018، بقاعة الفنون بمقر المجلس بساحة دار الأوبرا، بحضور د. منى أبوسنة، أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة عين شمس، وكوكبة متميزة من أعضاء المنتدى، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي.
أكدت خلالها د. منى ابو سنة أن قيمة هذه الورشة تندرج فى سياقات الدعوة لإعمال العقل وأهمية الاستعانة بالأفكار الفلسفية لفهم وإدراك قضايا مثل معنى الحياة والحرية والسعادة والصراع الإيجابى والهدف المستقبلى والحوار مع الذات، وقالت إن الإنسان دوما يحتاج إلى أن يعيش حياة دينامية تكمن فى محاولات مستمرة لفحص الذات، وتعديل مسارات ومدارات أنماط وطرق التفكير الخاصة به، لتصبح الفلسفة لديه بمثابة المحرك والباعث الذى ينطلق من خلاله صوب إدراك التصورات والأهداف والمعانى للقضايا المحورية المتعددة والمتنوعة التى يتبناها الفكر الفلسفى.
وشددت أبو سنة على حتمية إدراك الفرد ووعيه بقيمته الذاتية، وميكانيزمات تطوير ذاته، واستشراف مستقبله بمعزل عن واقعه المعاش، بما فيه من معوقات وصعوبات يظن أنها تحول بينه وبين تحقيق ذاته – وفقاً لرؤيته حيالها – وهكذا فالتفكير بمنحى فلسفى يتيح للإنسان تحويل الحلم إلى واقع ، وعلى قدر وجود الصعوبات فى حياته يجب هنا أن يزداد تحدياً وإصراراً للوصول إلى أهداف إيجابية تجعله أكثر تطورا
كما تطرقت الورشة التثقيفية لتناقش العديد من المحاور التساؤلية المتعددة التى طرحتها د. منى أبو سنة على الحضور، لأجل تبيان أهمية أن ينظر الإنسان لقضاياه الذاتية من منطلقات فلسفية، وتبادلوا خلالها رصد تصوراتهم لذواتهم، وكيفية النظر إلى دواخلهم، وماهية شواغلهم المستقبلية، وسرد تجاربهم الحياتية وأنماط التفكير المتعددة نحوها، ومحاولات استنباط مكامن القوة والضعف المتعلقة بهذه الانماط وعلاقتها بتطوير الذات، وماهية إجابات كل منهم على التساؤلات المطروحة سلفًا حول معانى الحياة، الحرية وغيرها من القضايا.
وأضافت أبو سنة بأن هناك بعض التصورات التى يمكن معالجتها من خلال الفكر الفلسفى، مثل أن التنشئة الإجتماعية لدى بعض الأسر تعتمد على تقديس الموروث الثقافى الخاص بها ، وتكون عملية التربية هنا بمثابة تلقين الآباء للأبناء بمسلمات موروثية بالنسبة لهم يجب خضوع الأبناء لها والانسياق فى مضمارها، ماينجم عنه إنساناً غير قادر أن يحدد طموحه بنفسه، منصاعًا لقيود موروثية تجعله مسلوب الإرادة ، لتأتى الفلسفة هنا لتصل بالإنسان نحو الإدراك والفهم والوعى بذاته، والانتقال نحو مستقبل إيجابى متطور من خلال معرفته بهذه الذات.
واختتمت الفعالية بالتوافق بين الحضور حول تكرار الورشة التثقيفية مرة شهريًا التحقيق المزيد من التواصل والإيجابية لأعضاء منتدى ابن رشد مع المستهدفين من الفئات المتعددة .