تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني؛ وزيرة الثقافة وبإشراف الدكتور هشام عزمي؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة المجلس نظمت لجنة فنون الطفل برئاسة الدكتورة رشيدة الشافعي ندوة تحت عنوان "صورة العربي في أدب الأطفال العبري- العنصرية في مواجهة البراءة"، مساء الخميس الموافق ١١ يناير ٢٠٢٤ بقاعة الفنون بالمجلس الأعلى للثقافة.
أدارت الندوة: الدكتورة رشيدة الشافعي؛ أستاذ الرسوم المتحركة بالمعهد العالي للسينما ومقررة لجنة فنون الطفل، وتحدث فيها: أحمد قرني الكاتب الروائي وعضو لجنة فنون الطفل، والسيد عبد العزيز نجم، الكاتب الروائي، والدكتور أبو العزايم فرج الله راشد؛ أستاذ الأدب العبري بكلية الآداب، جامعة حلوان، والدكتور جمال أحمد الرفاعي؛ أستاذ الأدب العبري بكلية الألسن، جامعة عين شمس.
أعرب الكاتب الروائي أحمد قرني عن سعادته لأن باكورة ندوات لجنة فنون الطفل في هذه الدورة تأتي عن موضوع الساعة، وهو الصراع العربي الإسرائيلي، من خلال صورة العربي في أدب الطفل العبري، موضحًا أن هذا الموضوع مهم جدًّا لا سيما الآن، وإن ظل لفترة طويلة مسكوتًا عنه لصالح الصراع العسكري السياسي، لافتًا إلى أهمية ما وراء ذلك الصراع، إذ نجد منظومة فكرية منظمة، ومعدة سلفًا بإتقان حتى نرى على الشاشات الجندي الإسرائيلي يقتل بدم بارد امرأة وطفلًا فلسطينيًّا، وليس جنديًّا عربيًّا فقط.
فلكي يحدث ذلك كان لا بد من جهد كبير يتسم بالعنصرية والاستعلاء، فبعد تجربة النازية مع اليهود انقلبت الضحية، فصار اليهود وكأنهم النازيون الجدد، فقد أخذوا الميراث كاملًا حتى في فكرة الجنس الأعلى.
طارحًا سؤولًا مهمًّا؛ ألا وهو: كيف يرى الطفل الإسرائيلي صورة العربي؟
قام أحد الباحثين الإسرائيليين باستطلاع رأي بين الأطفال عن صورة العربي في نظر الطفل اليهودي، فخلص إلى شيوع فكرة الخوف من العربي، واصفة العربي بأنه المخرب- خاطف الأطفال- راعي بقر- قدر- يعيش في الصحراء- في وجهه ندبة.
ما يدل على جهل تام بحقيقة العرب كأفراد وكشعب، ومن هؤلاء الأطفال من وصف العرب بأن لهم ذيولًا، وشعوره خضراء!
كما أنهم يرون أن العرب ليس لهم أدنى حق في تلك الأرض، ويجب ألا يعيشوا معهم في بلدهم هذا، ما جعلنا نرى عسكرة فكرة الأدب، فأدب الأطفال بوجه عام من المفترض أن يسعى إلى بث قيم الخير والجمال والأخلاق والقيم، لكن الفكرة الصهيونية تزرع القنبلة بداخل عقول الأطفال اليهود.
وقرأ السيد عبد العزيز نجم نصوصًا له منها قصة بعنوان "الأمير والقمر"، وقصيدة حول طفل يدعى "زائيف"، قائلًا فيها: هل تريدون أن تموتوا مثل زائيف؟
إذن.. صوِّبوا مدافعكم نحو العرب!
مشيرًا إلى أننا كنا متجاهلين البعد الفكري للقضية؛ ولم نلتفت إلى أن كل معطيات اليهود قائمة على أساطير، مناديًا بمواجهة هذا البعد الفكري برؤيتنا نحن.
كما تحدث نجم عن سلسلة "حسبما" اليهودية، التي بدأت عام 1952، موضحًا أن "حسبما" نداء حرب لديهم يماثل لدينا شعار "الله أكبر" في الحروب، ومع الوقت تطورت تلك السلسلة فصارت تطبع بخمس لغات أوروبية وتوزع مجانًا في كل مكان.
ويجدر بالذكر أن الطفل اليهودي يتشكل وجدانه على مشاهد وضع البندقية على رأس العربي، وكذلك حذاء الجندي الإسرائيلي.
والتقط الدكتور أبو العزايم فرج الله راشد خيط فكرة الإبادة، وهي الفكرة التي يغرسونها في عقل الأطفال اليهود، فهم يرون أن العربي الجيد هو العربي الميت!
وأشار أبو العزايم إلى مدى احتياجنا إلى إلقاء الضوء على فكرة توظيف الأدب ليُجسد على أرض الواقع وليس ليُقرأ؛ يُعلَّم الطفل اليهودي القتل ليقتل الآخرين، يُعلم أن لا شعب سوى اليهود، فهم شعب الله المختار.
وتحدث الدكتور جمال الرفاعي عن الصحافة الإسرائيلية، موضحًا أن الفكرة الصهيونية منذ نشأتها أكدت محورية الثقافة، إذ يرون أن تأسيس مدرسة للفنون الجميلة أكثر أهمية من تسليح الجيش، فلم تكن الحرب الصهيونية تستطيع تحقيق ما حققته إلا من خلال الوعي، فقد غرسوا في وعي النشء أن تلك الأرض هي أرضهم.
وتوقف الرفاعي عند نقطة مهمة جدًّا، ألا وهي تلك النبرة التي سادت الأدب اليهودي بعد عام 1973، وهي نبرة الأسى، أو الخوف من الموت، بعد تلك الهزيمة التي تعرض لها الإسرائيليون في تلك الحرب، فقد رأوا طرفًا قويًّا يقاوم ويرد الصاع صاعين، مختتمًا حديثه بأن تلك الحرب التي تخوضها إسرائيل على غزة ليست الأولى من نوعها، وإنما هي الحرب السادسة، وربما السابعة على غزة؛ غزة التي أثبتت لهم وللعالم أن العربي هو المقاوم، الصامد، المحارب من أجل حقه.