حسن عطية أيقونة النقد المسرحي
تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، عُقدت مساء يوم الثلاثاء الموافق 6 أكتوبر الحالي أمسية لمناقشة وتوقيع كتاب "حسن عطية أيقونة النقد المسرحي" تحرير الناقدين العراقيين: الدكتور عامر المرزوك، والدكتور بشار عليوي، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، وأتت الأمسية في إطار احتفاء وزارة الثقافة باسم الناقد الراحل الكبير الدكتور "حسن عطية"، والتي نظمتها لجنة المسرح بالمجلس ومقررها الدكتور حاتم حافظ.
عُقدت الندوة بمقر المجلس الأعلى للثقافة، بمشاركة نخبة من نقاد المسرح ورفقاء وتلامذة الناقد الكبير الراحل "حسن عطية"، وأدار الأمسية: الناقد الدكتور محمود نسيم، وقد روعي تطبيق الإجراءات الاحترازية المقررة بهدف الوقاية من فيروس كورونا.
بدأت الأمسية بكلمة الناقد الدكتور محمود نسيم، الذي قال إننا اليوم أمام كتاب فكري متعدد المناهج، فهو يحتوي "سيرة ذاتية للدكتور حسن عطية، وشهادات، ودراسات، وصورًا"، فهذا الكتاب يعتبر مقدمة لبحث ودراسة التراث النقدي في المسرح العربي، ومن محتويات الكتاب أيضًا فصل مهم يراجع فيه ما يراه حسن عطية أساسيًّا في النقد المسرحي، ويحتوي أيضًا دراسات متعددة مثل "دراسة عن نهاد صليحة، ودراسة عن علي الراعي"، وهناك أيضًا جانب توثيقي بالكتاب، فنحن الآن ندرس سيرة ونقد أساتذة زمانهم لا يطغو على أزمنة قادمة ولكن لكي يكونوا تمهيدًا له، فحسن عطية كان ناقدًا عابرًا للأشكال والأزمنة والأماكن.
ثم قال الدكتور أشرف زكي رئيس أكاديمية الفنون: لا أستطيع أن أضع نفسي في مقام واحد مع دكتور حسن عطية فهو أستاذي، وهو الذي علمنا كيف يكون الأستاذ صديقًا، فنحن أحببناه كثيرًا بسبب أنه كان يعاملنا على أننا أصدقاء، ودائمًا كان بالنسبة لنا قامة كبيرة وموسوعة ثقافية، وبيته دائمًا كان مفتوحًا لكل تلاميذه ولكل المسرحيين.
ثم قال الدكتور عامر المرزوك: أن يكون المعلم أبًا هي مرحلة ومسئولية كبيرة، فعندما تركت أبي وأمي وجئت لكي أدرس في مصر وجدت هنا في مصر أبي "حسن عطية" وأمي "عايدة علام"، فعندما ناقشت الدكتوراه كان والدي قد توفي وجئت لمصر وأنا منتكس ولكن وجدت أبي الثاني وأمي الثانية هما من يقفان في ظهري، الدكتور حسن عطية الكلام عنه كثير فهو شخصية استثنائية، وصديق لطلابه، ورجل يحب الجميع.
وقال الدكتور بشار عليوي إن الكلام عن دكتور حسن يحتاج وقتًا طويلًا، بدأنا نفكر كيف نبدأ وكيف ننجز كتابًا عن حسن عطية؟، فكانت له اليد البيضاء على الجميع وهو المُعلم في المسرح، وتحدث قائلًا "عندما تنجز كتابًا أو دراسة عن شخص فقد تلجأ إلى الجانب التوثيقي"، وأضاف أن الدكتور حسن عطية علامة فارقة في النقد المسرحي المصري، وقال إننا كنا نحاول أن نبتعد عن الذاتية في الكتاب، وحرصنا على هذا الجانب، وذكرنا في الفصل الثاني على سبيل المثال الكلمات التي قيلت في حقه من مصر والمغرب وتونس ومن عموم العالم مثل: "الفنان محمد صبحي والفنانة سميحة أيوب"، فيما تضمن الفصل الأخير دراسات بالصور عنه، واختتم حديثه مؤكدًا أن الدكتور حسن عطية هو سفير الثقافة في عموم العالم والوطن العربي.
وقال الدكتور حاتم حافظ: إن الدكتور حسن من الآباء المؤسسين لنا في النقد، وأشار إلى استفادته من الدكتور حسن ومن منهجه في رؤية العالم، وأضاف قائلًا "كان دائمًا يحثنا على الاهتمام بالإبداع، وعلمنا معنى الأستاذية، فليس كل الناس تركوا بصمة لدينا مثله كأستاذ".
وقالت الدكتورة عايدة علام زوجة الراحل الدكتور حسن عطية، إنه كان دائمًا ينظر إلى الجانب الإيجابي، ناصحًا بأن ننظر إلى نصف الكوب الملآن وليس النصف الفارغ، مطبقًا أفكاره في ممارساته الحياتية، فعندما كان في بعثة في إسبانيا رفض أن يصعد بمفرده ويعتبرني رفيقة نجاح، ولكنه أصر أن نصعد معًا، وأصر على حصولي على درجة الدكتوراه معه قبل عودتنا من إسبانيا، كما كان دائمًا يؤمن أن غدًا هو الأفضل وكان دائمًا يتجاوز لحظات الضعف والهزيمة، لقد لعب دورًا كبيرًا في رسم شخصيتي.
ثم اختُتمت الأمسية بكلمات رقيقة عبَّرت عن مزيد من الحب والوفاء للناقد الكبير الراحل حسن عطية قدمها نخبة من نقاد المسرح ورفقائه وتلامذته.