أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى ندوة تحت عنوان "الفن الإسلامى فى مواجهة التطرف"، نظمتها لجنة التاريخ والآثار المجلس الأعلى للثقافة ومقررها الدكتور جمال شقرة، أدارها وشارك فيها الدكتور أحمد رجب عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة، بمشاركة الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى فى جنوب سيناء بوزارة الآثار، والدكتور عبد العزيز صلاح أستاذ الآثار الإسلامية والفنون بكلية الآثار جامعة القاهرة، والدكتورأحمد أمين أستاذ الأثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة الفيوم.
وقد عقدت الندوة بالتزامن مع حلول اليوم العالمى للفن الإسلامى، وذلك فى إطار احتفاء وزارة الثقافة المصرية بهذه المناسبة، حيث خصصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" (UNESCO)، يوم 18 نوفمبر من كل عام، ليصبح يومًا عالميا للفن الإسلامى العريق الذى تشكل عبر 14 قرنًا من الزمان، ومازال يتجدد ويتضافر مع سائر ثقافات العالم بأسره.
قال الدكتور أحمد رجب، إن الفن الإسلامى لم يعرف الأنانية أو التطرف، ولم يعرف كذلك عدم الحوار مع الآخر، وإنما كان دائمًا يحرص على أن يكون مستوعبًا للأخرين، ودائما ما كان موضع الحب من الأخرين، كما أن الرسالة الحقيقية للفن بشكل عام تتمثل فى كونه أداة للتقريب لا للتباعد، وبالفعل كان الفن الإسلامي كذلك، فإن جوهره يمثل أداة لنشر المحبة وإفشاء السلام، وجمع بنى الإنسان لا تفريقهم.
وأوضح الدكتور عبد العزيز صلاح، أن الفن الإسلامى يمثل أداة للتجميع لا للتفريق، مشيرًا إلى أهمية موضوع الندوة، التى تأتى في وقت عصيب، تمر فيه الأمة العربية والإسلامية بالاتهام دائمًا بنشر الإرهاب والتعصب عالميًا، وأن الرد على هذه الاتهامات، موجود فى تراثنا الحضارى والفنى الإسلامى ذاته، فمن خلال الفنون الإسلامية يمكننا الرد على تلك الأفكار والإداعات، التي عادة ما تصاغ من أفكار هدفها تصفية الإرث الإسلامى والحضارى، وتسائل مستنكرًا: "كيف تدخل الحضارة الإسلامية فى صراع الحضارات وهى من أسست التسامح والحوار مع الآخر؟"، موضحًا أنه يتوجب على الباحثين إعادة دراسة الفنون الإسلامية من منظور جديد، لاسيما وأن الفنون الإسلامية والحضارة الإسلامية ماهى إلا إنعكاس لروح الدين الإسلامى السمحة التى تقبل الآخر.
ومن جانبه أشار الدكتور عبد الرحيم ريحان، إلى أن الفن الإسلامى هو الفن الذى صهر كل الحصارات والفنون التى سبقته فى بوتقته، وأثر وتأثر بها مع محافظته على شخصيته الخاصة، ليبتكر هويته بشكل جديد عن سائر الفنون المختلفة، كما أن الفن الإسلامى يعد فن التسامح وفن الحوار مع الآخر.
وقال الدكتور أحمد أمين، حول الكيفية التى عكس بها الفن الإسلامى الحضارة الإسلامية وثقافتها، حيث أن طبيعة الفن الإسلامى الحقيقية المستمدة من الدين الإسلامى والحضارة الإسلامية، تعلى من قيم السماحة والتعايش والمشاركة والتشاور والتفاعل الإيجابى البناء مع مختلف الحضارات الأخرى، ثم انتقل إلى أهمية اللغة العربية بالنسبة للحضارة الإسلامية، فهى تمثل بدورها عنصرًا رئيسيًا من عناصر الحضارة الإسلامية، مشيرًا إلى أن الفتوحات الإسلامية أوجدت حالات مختلفة لنشر اللغة العربية، حيث دخل الإسلام إلى العديد من الدول، وبعضها قبله مع التحول إلى اللغة العربية، فيما أن البعض الآخر قبل الدين الإسلامى ولكنه احتفظ بلغته الأم، والدين الإسلامى دين تسامح وانفتاح على الحضارات الأخرى، وهو كذلك ما ينطبق بطبيعة الحال على أن الفن الإسلامى الذى يقبل الآخر بدوره، سيبقى على الدوام فى مواجهة التطرف.