تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ وبحضور ورعاية الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية، استضاف المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي؛ حفل التكريم الذي يقيمه ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، لأربعة مبدعين مصريين، وهم:
الناقد الدكتور حسين حمودة.
الكاتبة والمترجمة سحر توفيق.
الكاتب والنقد سيد الوكيل.
الكاتب والناقد الدكتور محمد حسن عبد الله.
وذلك في إطار مبادرة "ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي" التي نظمتها دائرة الشارقة للثقافة، وتهدف إلى تكريم الشخصيات التي أسهمت في خدمة الثقافة العربية المعاصرة والاحتفاء بإنجازاتهم الفكرية والأدبية؛ ويتم التكريم في بلدان المكرمين بالتعاون مع الوزارات والهيئات الثقافية الرسمية ببلدان المكرمين.
وقال الدكتور هشام عزمي في كلمته: "ها هي الأيام تمر سراعًا، لنعود لنلتقي اليوم مرة أخرى في هذه الاحتفالية المتميزة التي تنعقد في إطار مبادرة ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي التي تشملها الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتتوافر على إدارتها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة برئاسة عبد الله بن محمد العويس.
مؤكدًا أن مبادرة "ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي" تهدف إلى تكريم قامات فكرية وثقافية من جميع أرجاء الوطن العربي، اعترافًا وتقديرًا بإسهاماتهم وإبداعاتهم، كل في مجاله، للنهوض بثقافة مجتمعاتهم والارتقاء بوعي شعوبهم. وهي غير أنها تقدير مستحق لمن يقودون مسيرة الفكر والإبداع والتنوير في أوطانهم، فهي تعد حافزًا ودافعًا لهؤلاء المثقفين لمزيد من الإنتاج والاستمرار في إمداد الساحة الثقافية العربية بأعمالهم الفكرية الجليلة خدمة لبلدانهم ومجتمعاتهم وقضايا أمتهم، كما أنها بمثابة رسالة وحافز لأقرانهم على مزيد من التألق والإبداع.
وكما هي العادة، يأتي المحتفون إلى المحتفى بهم، إذ يتم تكريمهم في بلدانهم وبين أهلهم. ولقد كرست المبادرة هذا المبدأ منذ تدشينها، وهو ما يحمل معاني ودلالات عميقة، إذ يعني ضمنيًّا الاحتفاء بالبلدان والمجتمعات التي ينتمون إليها أيضًا، فمما لا شك فيه أن المثقف هو نتاج بيئته، نشأ فيها وتأثر بها وتفاعل معها وأثر فيها، وهو الأمر الذي يحمل تقديرًا للعطاء الثقافي لهذا المجتمع ودوره في تهيئة المناخ المناسب والمحفز للإبداع والتألق للمثقفين والمفكرين من أبنائه.
كما أوضح أن تنظيم الاحتفالية في المجلس الأعلى للثقافة للمرة الخامسة على التوالي، تكريسًا لدوره الرائد في رعاية المفكرين والمبدعين، فعبر تاريخه الطويل ومن خلال احتضانه المئات من الأنشطة والفعاليات، من ندوات ومحاضرات ومؤتمرات ومسابقات، كان المجلس هو منارة المثقفين وقبلة المبدعين ليس في مصر وحدها، ولكن على امتداد الوطن العربي الكبير.
ولقد وقع اختيار الملتقى في هذه الدورة على أربعة رموز ثقافية نسعد بتكريمهم اليوم؛ الدكتور حسين حمودة، الأديبة سحر توفيق، والأديب سيد الوكيل والأستاذ الدكتور محمد حسن عبدالله، الذين شارك كل منهم في إثراء الحياة الثقافية في مصر والوطن العربي من خلال إسهاماتهم الفكرية المتميزة، فلهم كل التهنئة والتقدير.
وأعرب رئيس دائرة الشارقة عبد الله العويس عن سعادته قائلًا: "تتجدد البهجة والسعادة بتجدد اللقاءات الأخوية، وتتعزَّز أواصر المحبة، بما يجسد عمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، في ظل قيادة رشيدة تؤمن باستمرار التواصل العربي في المجالات كافة، من خلال ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي يهدف إلى تكريم رموز الثقافة التي أثرت الحقول المتنوعة، ناقلًا إلى المكرمين تحية الدكتور الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، تقديرًا لجهودهم.
وتحدث الدكتور محمد حسن عبد الله حول دراسته التي أعدها منذ سنوات عن تجربة الدكتور الشيخ سلطان القاسمي المسرحية بعنوان "جدل الراهن والتاريخي".
وأثنى الدكتور حسين حمودة على الدور المهم الذي تلعبه دائرة الشارقة الثقافية في تكريم الرموز الثقافية، والذي ينبع من رؤية شاملة للنهضة العربية والثقافة الفاعلة، التي تبني الإنسان وتصل الماضي بالحاضر وتؤصل للمستقبل الأفضل، مشيدًا بهذا التعاون المثمر بين وزارة الثقافة المصرية ودائرة الشارقة الثقافية، معربًا عن سعادته بهذا التكريم الذي منحه، على حد قوله؛ اطمئنانًا على أن السعي لم يكن كله خائبًا، مستشهدًا بقول منسوب إلى برنارد شو أن الجائزة أشبه بطوق نجاة يلقى إلى الغريق بعد أن يكون صارع الأمواج، وفي الحقيقة فهو تقدير جاء إليه وهو ما زال بعد لم يصل إلى الشاطئ.
واستعرضت الكاتبة سحر توفيق تجربتها في الكتابة، مشيرة إلى غرامها بالقراءة منذ سن صغيرة، وكيف أنها كتبت قصتها الأولى وهي في سن العاشرة، وتتذكر احتفاء أمها بتلك القصة، ما دفعها إلى الاستمرار في الكتابة، ورغم بدايتها المبكرة للكتابة فلم تنشر قصتها الأولى سوى في عمر التاسعة عشرة، في أولى سنواتها الجامعية في مجلة صباح الخير.
وأعرب الناقد سيد الوكيل عن مدى سعادته لأنه لم يكن ينتظر ذلك التكريم ولا توقعه ولا سعى إليه، لذا فهو يعتبره هدية من السماء.
وأشار إلى ذلك الدور الذي لعبته هواية الرسم في تأصيل الكتابة المشهدية لديه، كما أوضح ذلك الأثر الذي تركته تجربة الحرب، إذ كان مجندًا في الجيش المصري وشهد حرب أكتوبر المجيدة، وبعد الحرب شارك في مسابقة أدب الحرب، وفاز بجائزة منحه إياها المبدع يوسف السباعي حين كان وزيرًا للثقافة، موضحًا أن مجموعته القصصية الأولى حملت عنوان "أيام هند"، وقد أعقبها دراستان نقديتان إحداهما كتبها الدكتور رمضان بسطاويسي، والأخرى كتبها الدكتور مجدي توفيق.