الذكاء الاصطناعي والأمن القومي
الذكاء الاصطناعي والأمن القومي في ظل المتغيرات الدولية الراهنة بالأعلى للثقافة
سيشكل الذكاء الاصطناعي الحدود الجديدة بين الدول في المستقبل
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل العالم
أقام المجلس الأعلى للثقافة ندوة "الذكاء الاصطناعي والأمن القومي في ظل المتغيرات الدولية الراهنة "، وقد نظمتها لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثربولوجيا، بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة.
وقد أدار الندوة: الدكتور أحمد مجدي حجازي، مقرر اللجنة، وشارك بها طبقًا للترتيب الألفبائي: المهندس محمد عزام، استشاري التحول الرقمي عضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لإدارة التكنولوجيا، وعضو لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس، واللواء طيار الدكتور هشام الحلبي، مستشار مدير أكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا.
تحدث اللواء طيار هشام الحلبي حول تأثير الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، مستهلًّا حديثه بالإشارة إلى ملامح الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، وعلى رأسها تسلسل العمليات العسكرية من خلال التجميع المستمر لأكبر قدر من البيانات عن العدائيات، والتحليل المتواصل والمستمر لتلك البيانات، فالبيانات بلا تحليل ليس لها كبير قيمة، موضحًا أن الإمكانات البشرية مهما علت فإن لها حدودًا قاصرة جدًّا، وبخاصةٍ حين نبدأ في تحليل بيانات ضخمة كتلك الخاصة بجمهورية مصر العربية.
ذاكرًا أن حل جميع المشكلات العملياتية من الاهتمامات الرئيسة للذكاء الاصطناعي، ويعتمد على قدرات التفكير المنطقي والمعرفة والتخطيط والتعليم والتواصل والإدراك والقدرة على تحريك وتغيير الأشياء.
ويستوعب الذكاء الاصطناعي حل مشاكل التنسيق بين كل التخصصات على جميع المستويات، وضرب مثلًا بالشراكة بين وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) وبين شركة جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي بدأت في أبريل 2017، هادفة إلى رصد الصور والوجوه والأنماط خلال آلاف الساعات من الطائرات بدون طيار لتسريع عملية تحليل البيانات، للمساعدة على مكافحة التمرد والإرهاب.
وقد أشار الحلبي إلى أن الذكاء الاصطناعي سيشكل الحدود الجديدة بين الدول في المستقبل القريب، وأن الحروب القادمة سيكون محورها الذكاء الاصطناعي، مستشهدًا بقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن من تكون له الريادة في الذكاء الاصطناعي هو من سيصبح سيد العالم.
وقد أكد أن الذكاء الاصطناعي قد قلص الحدود الفاصلة بين التكنولوجيا المدنية والعسكرية، وأن النجاح الحقيقي يكمن في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وكذلك بين العسكري والمدني لخدمة الدول.
وقد تحدث المهندس محمد عزام حول الثورات الصناعية الأربع، والتسلسل بينها، مشيرًا إلى أن ثورة المعلومات بدأت في المجال العسكري، مشيرًا إلى أن الثورة الصناعية الرابعة، أو ما يسمى بثورة التكنولوجيا قد نجحت في تشكيل عالم مختلف، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي لا تقوده الحكومات، بل الشركات الخاصة ورواد الأعمال الشباب، كما أن التطوير فيه يقوم به الشباب. وذكر عزام أن عددًا من الشركات الناشئة في هذا المجال بدأت عام 2021، قد بلغ حجم استثمارها 95 مليون دولار.
وأكد أن العالم يختلف ويتغير وتقوده شركات التكنولوجيا في طفرة كونية جديدة، وإن كانت الحكومات من قبل قد اعتادت إنكار الدور الحقيقي للتكنولوجيا، حتى إن الملكة إليزابيث الأولى، ملكة إنجلترا قد رفضت منح وليام لي، براءة الاختراع لأنها كانت ترى أن التكنولوجيا تمثل خطورة على العالم!
وقد ذكر أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل العالم، فهو محرك أساسي لبناء العالم، فقد صار يستخدم في كل شيء حتى تطور الزراعة والصناعة.
وقد أشار إلى أن التكنولوجيا، على عكس التخيل السائد، تخلق فرصًا ووظائف جديدة، كما أن الذكاء الاصطناعي يسهم في عدد من التطبيقات في كل جوانب حياتنا: المناخ، الزراعة، تحليل البيانات في المجالات المتنوعة، وغيرها.
وتظل الإجابة على سؤال: أين نحن؟ بحاجة إلى استيعاب أن أي دولة تريد القيام على أساس تنافسي لا بد أن تدير تكنولوجيا، أو تولِّد تكنولوجيا، أو تمتلك تكنولوجيا، وتلك الملكية هي التي تضع الدولة على سلم التنافسية.