الاحتفاء بـعميد الأدب العربى
الاحتفاء بـعميد الأدب العربى بالأعلى للثقافة
أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى ندوة بعنوان: "الاحتفاء بـعميد الأدب العربى طه حسين"، نظمتها لجنة الدراسات الأدبية واللغوية والنقدية بالمجلس بحضور مقررها الدكتور عبد الرحيم الكردى، وذلك مساء الثلاثاء الموافق 22 من شهر نوفمبر الجارى، وأدار النقاش الدكتور أحمد درويش؛ أستاذ النقد الأدبى والأدب المقارن والبلاغة بجامعة القاهرة، وشارك فيها كل من: الدكتور عبدالرحيم الكردى؛ أستاذ النقد والأدب العربى الحديث بجامعة قناة السويس بالإسماعيلية، الدكتور شريف الجيار؛ أستاذ النقد الأدبى بكلية الآداب جامعة بنى سويف، والشاعر شعبان يوسف، والدكتور محمود الضبع؛ أستاذ النقد الأدبى بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس.
تحدث الدكتور عبد الرحيم الكردى، مؤكدًا أن رؤية طه حسين تمثلت فى أن المدرسين أو المعلمين الذين تخرجوا من الأزهر ودار العلوم، إنما يعلمون اللغة لأهداف دينية وهذا شأن آخر، فى حين أن الوظيفة الأساسية للغة لا تؤدى، وهى أن تكون اللغة للحياة، كما أشار إلى أننا مازلنا نعانى من ذات القضايا التى أثارها طه حسين فى كتابه مستقبل الثقافة فى مصر، وذلك بعد مرور ما يقارب من تسعين عامًا، سواء أكانت بدور اللغات الأجنبية فى تعليم المدارس، أو كانت بدور المدارس الأجنبية فى مصر والتعليم الأجنبى، أو كانت بالنسبة لطريقة تعليم اللغة العربية أو غير ذلك هى مشكلات مزمنة تحتاج إلى وقفات، ومازال كتاب طه حسين فيه البلسم الذى يمكن يحل هذه المشكلات، فينبغى أن تتم دراسة هذا الكتاب بما يستحقه.
ثم تحدث الشاعر شعبان يوسف، موضحًا أن طه حسين تبنى فكرتين مهمتين جدًا، وهما فكرة عودة الحرية فى دستور 23، وفى نفس الوقت يقينه بأننا لابد أن نحلم بمستقبل الثقافة فى مصر، وهو الأمر الذى توصل إلى أنه لن يحدث دون عودتنا إلى هويتنا المصرية الأصلية، وفى مختتم كلمته أكد أنه كان يتمنى أن تحمل الدورة القادمة من معرض الكتاب اسم عميد الأدب العربى طه حسين، وأن يحمل العام القادم اسمه كذلك تزامنًا مع حلول الذكرى الخمسين على رحيله؛ فهو بلا شك كون كبير، يحتاج إلى قراءات متعددة، سواء ما قدمه فى مناحى علم الاجتماع بداية من كتابه عن ابن خلدون، وفى علم اللغة والسياسة والتربية والتعليم وغيرها.
تحدث الدكتور شريف الجيار مؤكدًا أننا فى حضرة طه حسين نكون أمام أحد أبرز رواد فكر التنوير فى مصر والعالم العربى، وتابع مشيرًا إلى أن طه حسين بهذه التنويرية التى أتى بها من أوروبا وخاصة فرنسا، كان يهدف إلى تحطيم التقاليد المجتمعية البالية، حتى تقام الدولة المصرية الحديثة؛ إذا قضية طه حسين تمحورت حول كيفية تشييد دولة حديثة معاصرة تأخذ بالعلم والفكر المستنير، وفى مختتم كلمته أكد أن طه حسين عبر عن فكرة القمع الذكورى للمرأة من خلال روايته "دعاء الكروان"، حينما عرض لنا فكرة الصراع الحاد الذى كانت تعيشه المرأة مع سلطة الأفكار والقيم والعادات السائدة فى المجتمع المصرى آنذاك.
ختامًا تحدث الدكتور محمود الضبع موضحًا أنه عكف على محاولة تلخيص لكتاب الشعر الجاهلى؛ حيث أنه يتصور أن مجمل كتب طه حسين تحتاج لذلك، وأشار أن هذا الأمر ليس غريب حتى على الأدبيات الكبرى عالميًا، كان يتم عمل طبعات جديدة بصياغة جديدة فى محاولة نحو تقريبها إلى لغة العصر، وفى مختتم كلمته أكد أننا إذا أردنا استمرار قضايا طه حسين، علينا البدء فى إعادة إنتاج أدب طه حسين، عن طريق المحتوى المعاصر والصيغ المعاصرة.