إشكاليات الاقتباس الموسيقي بالأعلى للثقافة
نقاش حول إشكاليات الاقتباس الموسيقي بالأعلى للثقافة
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمي، وبإشراف الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة، عقدت ندوة تحت عنوان "حدود الاقتباس في الموسيقى تقنيًا وقانونيًا"، والتي نظمتها لجنة حماية الملكية الفكرية، بالتعاون مع لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه، ولجنة التراث الثقافي غير المادي.
بدأت الندوة بتقديم من الدكتور حسام لطفي مقرر لجنة الملكية الفكرية معلنًا عن عدد من الندوات التي ستعقدها لجنة الملكية الفكرية حول حدود الاقتباس في الأدب والشعر، وقد تحدث عن وجود معيار ثابت عند كثير من الأساتذه المتخصصين في الموسيقى للفصل بين الاقتباس والتعدي عالميًا هو أربعة موازير، ضاربًا أمثلة متعددة لعدد من الحالات التي تم الاحتكام إلى هذا المعيار للفصل في عدد من المنازعات.
ثم ترك الكلمة إلى مقرر الندوة الدكتور أحمد سعيد عزت عامر دكتور في القانون المدني وعضو لجنة حماية حقوق الملكية الفكرية، الذي أكد على أن المأثور الشعبي ليس مال متروك بل له أصحاب لهم حقوق مالية ومعنوية وهم مجموع أفراد الشعب وهو ما ينطبق ويسرى على الموسيقى التقليدية.
وقد تحدثت الأستاذة الدكتورة رشا طموم عن الإشكاليات المرتبطة بالاقتباس وأسبابها الخاصة في صناعة الموسيقى الرائجة عن طريق استثمار النجاح الجماهيري لها، والذي رأت أنه سبب لإعادة إنتاج نفس النموذج وأحيانًا لدى المبدع نفسه، كذلك اعتبرت أيضًا أن الفقر الإبداعي وعدم القدرة على الابتكار أو التجديد والتأثر غير الواقعي بحكمة أن الإبداع الفني لا يحدث في الفضاء التام، بل هو تراكم سمعي ومخزون لدى المبدع ، وأن طبيعة الموسيقى المصرية أنها مادة شفاهية تعتمد في الأساس على النقل والتواتر، وأضافت أن المبدع مرتبط بالصوت وليس بالمدونة المرئية، ما يتسبب في إشكالية حساب المازورات الموسيقية الكتابية، كمحك لتحديد الملكية الفكرية في الموسيقى العربية والمصرية.
ثم تحدث الدكتور محمد شبانه قائلًا إنه لا شيء يخجل من التأثر ما دام استطاع أن يلهمك أو يغذي خيالك، فلا ينبغي إخفاء ذلك، بل لا بد من الإفصاح عنه، إذا كنت ترغب في ذلك، وأشار أن هذا الرأي وتلك المقولة أيضًا كان يفصح عنها للمخرج السينمائي جيم جارموش.
وأضاف شبانه أن كثيرًا من الاستلهام يكون من التراث الشعبي، لذا نجد كثيرًا من الموسيقيين يهتمون بإعادة تقديم الأعمال القديمة، ولكن دون التنويه عن مبدعيها الحقيقيين، كذلك في حالة التراث التقليدي أو الرائج، والمشكلة من وجهة نظري في الاستلهام أو الاقتباس من التراث، هي الجهل بالمؤلف لدى العامة والجمهور ، وأيضًا عدم الاهتمام بنشر التراث الشعبي الثقافي الموثق بكل تفاصيله ومبدعيه، حتى يكون مخزونًا مؤثرًا راسخًا في ذاكرة المجتمع.
وعن التراث الشعبي تحدث الدكتور خالد داغر موضحًا أهميته ونشره مع مراعاة أننا نعلم أنه ليس مالًا متروكًا، أو دون صاحب، بل له أصحاب وعليه حقوق محفوظة وثابتة لأصحابه، كذلك أكد ضرورة أن يتم الإشارة إلى المصدر في كل حالة نشر أو اقتباس، فهو أمر مشروع.
وعن فكرة التأثر قال إن المبدع لا بد أن يتأثر بما يسمع أو بما يطلع من أنماط مختلفة من الموسيقى، فتتشكل لديه خيالات أوسع بكثير من ذائقته الشخصية فقط، وإن كنت أتحفظ على أن يكون هناك لحن لفنان ويتم أخذه وتعديله ثم ينسب إلى شخص آخر دون الإشارة إلى المصدر.
وقد عقب الدكتور حسام لطفي في نهاية الندوة عن ضرورة تحديد دلالة المصطلحات، وأوضح الفرق بين كلمة اقتباس والنقل، والمعيار الفارق بين النقل المباح وغير المباح في القانون، وأبدية الحق الأدبي للمبدع على إبداعه، ومشيرًا إلى إلى مسؤولية وزارة الثقافة في القانون لحماية حقوق الملكية الفكرية للشعب على مصنفات التراث الثقافي ومنها الموسيقى الشعبية من خلال اصدار التراخيص لاستغلال هذه المصنفات تجاريًا، وأن الملكية الفكرية قائمة على منع الاحتكار، مشيرًا في نهاية كلمته أسبقية المصريين القدماء في لفائف البردي للإشارة إلى أن احترام الفرد للملكية الأدبية كانت واحدة من موجبات دخوله في عالم الأبدية في العالم الآخر.
وفي ختام الندوة تم الاجابة على مداخلات بعض الحضور في قاعة الندوة.