كل الاخبار الاخبار

أساليب الحد من الهدر الغذائي

أساليب الحد من الهدر الغذائي بالأعلى للثقافة
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة عقدت بالمجلس الأعلى للثقافة وأمينه العام هشام عزمي، ندوة بعنوان: "أساليب الحد من الهدر الغذائي" نظمتها لجنة الجغرافيا والبيئة ومقررها الدكتور عطية الطنطاوي، أستاذ الجغرافيا وعميد كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، ومقرر اللجنة، والذي أدار الندوة.
وشارك بالندوة كل من:
الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، وعضو لجنة الجغرافيا والبيئة.
والدكتورة فاطمة عبد الله فرجاني، الأستاذ بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الفيوم، وعضو لجنة الجغرافيا والبيئة.
بدأ الدكتور عطية الطنطاوي اللقاء بالحديث حول ظاهرة هدر الغذاء، وآثارها في الاقتصاد، وكيف يكون الحفاظ على الغذاء مؤثراً في الاقتصاد القومي، وموضحاً الأثر الكبير للإسراف في استخدام السلع والمواد الغذائية.
جاءت ورقة الدكتورة فاطمة فرجاني بعنوان "هدر الغذاء.. المشكلة والحل"، مستشهدة بالآية الكريمة: "يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍۢ وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلَا تُسْرِفُوٓاْ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ"، مشيرة إلى أن تحقيق الأمن الغذائي ليس مجرد قضية قومية، بل هو قضية عالمية، وهي إحدى الإشكاليات الكبرى التي تهدد سكان العالم، موضحة مفهوم الهدر الغذائي، وهو إهدار الطعام، والتخلص من أي مادة صالحة للاستهلاك الآدمي، نتيجة عدم الوعي أو سوء التصرف، وموضحة مفاهيم ترشيد الاستهلاك والوعي الاستهلاكي والوعي الادخاري، داعية إلى عدم الإسراف، متسائلة: كيف نسهم في الحد من مشكلة هدر الغذاء؟ مقترحة عدداً من البنود مثل عدم شراء منتجات مضرة بالبيئة، وشراء ما نحتاجه فقط، وشراء المنتجات الغذائية عالية الجودة، وشراء المنتجات المحلية، ذاكرة عدداً من الطرق والسلوكيات الواعية للحد من هدر الغذاء، مثل الحرص على تخزين الأغذية بحكمة، وقراءة التعليمات وتواريخ الصلاحية المدونة على الأغذية، فهناك فارق كبير بين ما يكتب على الأطعمة، من "يفضل تناوله قبل"، و"تاريخ انتهاء الصلاحية"، فتاريخ انتهاء الصلاحية هو الفترة القصوى لاستخدام السلعة، ولكن "يفضل تناوله قبل" تعني أنه قد يبقى صالحاً، ولكنه ليس في أفضل حالاته.
وحثت فرجاني على استهلاك كميات أقل من الماء، فإهدار الغذاء دائماً ما يصحبه إهدار للماء، داعية إلى مشاركة الغذاء مع الآخرين بدلاً من التخلص منه، واعتماد نظام غذائي أكثر صحة واستدامة داخل البيت وخارجه، والبعد عن الوجبات السريعة و"التيك اواي"، فكل ذلك مضر بالصحة، مطالبة بالحفاظ على النفايات الغذائية حتى بعد التخلص منها، فبعض النفايات المنزلية خطرة ولا يجب أن تلقى في سلال القمامة، مثل بطاريات الهواتف والأجهزة، مع الحرص على كتابة قائمة بالاحتياجات الغذائية وعدم شراء ما لا نحتاجه، وحفظ الطعام سواء في الثلاجات المنزلية أو الفريزر، ما يؤدي إلى توفير المال، مع مراعاة صلاحية المنتجات وطريقة حفظ الطعام.
وقالت فرجاني: "أشار رئيس الجمهورية إلى مدى أهمية حل مشكلات الجوع والفقر، واستجاب لها كثيرون، فبعض الفنادق استخدمت بعض الوسائل للحد من هدر الغذاء، مثل جمع بقايا طعام الفنادق الكبيرة في حاويات نظيفة وتوزيعها على الفقراء، مشيرة إلى فوائد ترشيد استهلاك الغذاء المنزلي".
وجاء عنوان الورقة البحثية التي قدمها الدكتور عبدالمسيح سمعان "هدر الغذاء وأساليب الحفاظ على الغذاء"، بادئاً بالتساؤل: لماذا يتخلص الناس من الطعام؟ مجيباً: "لنوقف هدر الأغذية وهدرها من أجل البشر ومن أجل كوكب الأرض"، موضحاً أن هذا هو شعار اليوم العالمي للحفاظ على الطعام في 30 مارس.
وبيّن سمعان الفارق بين الفقد والهدر، مشيراً إلى أن 3.1 مليار طن من الطعام يهدر سنوياً على مستوى العالم، ما يوازي 31% من الغذاء الموجود في العالم.
موضحاً أن فقد الطعام في مصر من أهم الظواهر، فكل مواطن يهدر 91 كجم سنوياً من الطعام بمعدل 7.6 كجم في الشهر، وهذا مؤشر خطير جداً.
وأما آثار هدر الغذاء فمنها آثار اجتماعية واقتصادية وبيئية وصحية، فالقضية مجتمعية تمس الجميع في العالم بأسره، ضارباً المثل بالآثار الصحية كسوء التغذية والأنيميا وضعف المناعة والتأثير في التحصيل الدراسي، والتأثير في نمو الدماغ، مفصلاً القول حول نسبة هدر الماء بهدر الغذاء، فأي هدر في كمية الطعام هو بالضرورة هدر للماء، وكذلك هدر الغذاء يعني إهداراً للطاقة وللتربة، كما يؤثر في تلوث البيئة وتغير المناخ، فالتخلص من المواد الغذائية وفقدان الغذاء يزيد من غازات الاحتباس الحراري.
قطع الغابات من أكثر ما يزيد من الغازات الدفيئة، وكذلك حرق قش الأرز ومخلفات المحاصيل الزراعية، وكذلك استخدام الثلاجات، والعمليات الصناعية.
ويؤثر فقد الأغذية في الأمن الغذائي، فهناك 811 مليون جائع على مستوى العالم سنوياً، ما يعني أن المشكلة الأساسية هي توزيع الغذاء، وحددت الأمم المتحدة 17 هدفاً للتنمية المستدامة منها الحفاظ على الطعام، وتقليل هدر الغذاء.