أثر البيئة الاجتماعية على إبداع المرأة
أثر البيئة الاجتماعية على إبداع المرأة
المجلس الأعلى للثقافة
نسرين البغدادي: مسيرة زينب في الدراما المصرية
ميرفت أبو عوف: أنا ضد الخروج من الفيلم محبطة وبلا أمل في القادم
سمر سعيد: التنمر في بعض أشكاله يكون من المرأة ضد المرأة
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وفي إطار تنظيم لجنة الشباب بالمجلس ومقررها المخرج أحمد السيد، بالتعاون مع الدكتورة رانيا يحيى عضو لجنة الشباب وعضو المجلس القومي للمرأة ومنسق المؤتمر، مؤتمر اليوم الواحد: "الإبداع النسوي في مواجهة العنف" والذي انطلقت فعالياته في تمام الثانية عشرة من ظهر الخميس الموافق 10 ديسمبر الحالي بقاعة المجلس الأعلى للثقافة؛ وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان؛ انعقدت الجلسة الثانية بعنوان "أثر البيئة الاجتماعية على الإبداع النسوي"، وشارك بها كل من: الدكتورة نسرين البغدادى، والدكتورة ميرفت أبو عوف، والدكتورة سمر سعيد.
وقد استهلَّت الدكتورة منى الحديدي مديرة الندوة اللقاء بإلقاء الضوء على أثر البيئة الاجتماعية بكل إيجابياتها وسلبياتها في ظل الخطابات الذكورية والنسوية، ودور الموروث الثقافي في إعلاء شأن المرأة.
وتحدثت الدكتورة نسرين البغدادي (رئيس لجنة التدريب بالمجلس القومي للمرأة)، حول شخصية "زينب" في الدراما المصرية، فزينب اسم مصري عميق دائمًا ما يظهر في الدراما المصرية، وأسوة بآل البيت (الطاهرة)، ففي هذا الطرح استلهام لبعض القيم المهمة في المجتمع المصري، فـ"زينب" عنوان أول فيلم مصري (1930) من إنتاج يوسف وهبي مع ترجمة الفيلم إلى لغات أخرى، وقامت ببطولته بهيجة حافظ، وهي نفسها وضعت موسيقاه وصممت أزياءه.
وقد أثار الفيلم قضية في غاية الأهمية وهي عدم اختيار المرأة لشريك حياتها.
ثم تأتي زينب في فيلم "أم العروسة" وقد تحملت كل الأزمات الاجتماعية والمادية، فاستطاعت أن تقود أسرتها، ثم جاءت في فيلم "الحفيد"، فخرجت زينب من الانصياع والاستسلام، وأدارت علاقاتها من خلال جملة شهيرة "ماقلتلتكش" فهي تنفذ القرار ثم تخبر شريك حياتها، وهذا مؤشر على التحول المجتمعي ثم زينب في فيلم "خلي بالك من زوزو"، طالبة جامعية ومحاولتها للتغير والانتقال من حال إلى حال بالتعليم، ولكنها تتعرض للتنمر من قبل زملائها ومن هم أعلى منها اجتماعيًّا، وهذا مؤشر على صعود التيار الديني المتشدد في الجامعات.
ثم زينب دياب في فيلم "الكرنك"، عن رواية نجيب محفوظ، ثم زينب إبراهيم في مسلسل "هي والمستحيل"، ثم زينب الأورفانلي في مسلسل "هي والمستحيل" كنماذج للمرأة، وهذه القضايا ما زالت تثار في إطار مجتمعي (عدم تعليم المرأة، سطوة العادات والتقاليد، وسائل الخروج من تلك السطوة).
كما ألقت الدكتورة ميرفت أبو عوف (أستاذ ورئيس قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية، وعضو المجلس القومي للمرأة)، على التطور التقني صار سريعًا، ولا نستطيع ملاحقته، فهل من حق الدراما أن تنقل الصورة البشعة للواقع، أم ينبغي نقل الواقع بشكل أقل عنفًا، مشيرة إلى رفض رسائل الإحباط وانعدام الأمل في الأفلام السينمائية، والأعمال الدرامية، كما طالبت باحتواء الشباب والاستماع لوجهات نظرهم.
كما تحدثت عن أهمية الثقافة الإعلامية التي يجب زراعتها منذ المراحل العمرية المبكرة، فأغلب الشباب يتعاملون مع تم زراعته فيهم من ثقافات، فكيف نتغلب على مشكلات الدراما التي تدخل إلى كل بيت؟ وكيف نحافظ على وجود حوار بين الأجيال؟
وناقشت الدكتورة سمر سعيد (وكيل المعهد العالي للفنون الشعبية) في كلمتها العنف ضد المرأة كجزء من الثقافة الشعبية، ولا سيما عنف المرأة ضد المرأة (مثل قضية الختان)، فلا بد من وجود تعاون بين المؤسسات المختلفة لتوعية الشعب بكل فئاته وفي كل المناطق، وحتى أصل إلى فكر تلك المجتمعات فلا بد من دراسة نفسياتها.